هل في بيتك مراهق؟ هل أتعبتك مشاكله وتخاف أن تستمر لسنوات قادمة؟ الكذب، التأخر خارج المنزل، والجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكومبيوتر، العلاقة مع الجنس الآخر، والتغيرات الفيسيولوجية .. ما هي الطريقة الامثل للتعامل مع المراهق؟ ستجد إجابات في هذا التقرير.
ما هي المراهقة؟
تمثل فترة المراهقة مرحلة انتقالية عند الإنسان، تفصل ما بين مرحلة الطفولة بالاعتماد على الأهل، و عدم القدرة على اتخاذ قرارات مهمة في حياتك، و مرحلة النضج و البلوغ، حيث يكتمل نضج الإنسان جسمانيا و عقليا، و نفسيا و اجتماعيا. لتأتي مرحلة المراهقة في المنتصف بين المرحلتين.
و يجب علينا أن نفرق بين البلوغ و المراهقة، فالبلوغ يختص بالنمو الجنسي حيث يصبح الفرد بعدها قادرا على الإنجاب، و يترتب على البلوغ بعض الأمور في بعض الديانات كالإسلام، أما المراهقة، فهي أعم و أشمل من البلوغ، حيث يدخل البلوغ كمتغير ضمن متغيراتها، و يعتبره البعض علامة من علامات بدايتها.
يمكننا تقسيم فترة المراهقة إلى ثلاث مراحل:
مرحلة المراهقة المبكرة: حين تبدأ 11 عاما، و ربما تستمر إلى عمر 14 عاما.
مرحلة المراهقة المتوسطة و تتراوح بين عمر 15 و 17 عاما.
مرحلة المراهقة المتأخرة و التي قد تستمر إلى عمر 21 عاما و يعتقد البعض أنها قد تستمر حتى 25 عاما من العمر.
أصبحت كبيرا في عمر 18؟ كلا ليس بعد، تستمر فترة المراهقة الآن حتى تبلغ 25 عاما.
تغيرات تطرأ على المراهق
يمر الشاب أو الفتاة في تلك المرحلة بعدة تغيرات، سريعة و مختلفة، يمكن تلخيصها كالتالي:
1- تغيرات بيولوجية
يمثل البلوغ أول تغير بيولوجي يمر به الشخص في تلك المرحلة، حيث يجد اختلافات جسدية و غيرها، لا يستطيع فهمها جيدا و لا التعامل معها. من خشونة في الصوت عند الشباب، و نمو غزير للشعر في الجسم، إلى بروز الصدر عند الفتيات، و بداية فترة الحيض. كما يشعر المراهق في الطفرة الكبيرة المصاحبة لنموه، من تغير كبير في الطول أو الوزن. و يكون عادة النمو عند الفتيات أسرع و أكبر من الفتيان.
2- تغيرات فكرية
يدخل الفتيان و الفتيات مرحلة المراهقة، و مازال إدراكهم للعالم من حولهم غير مكتمل، فنادرا ما يستطيع تخطي الوقت الحاضر في التفكير، مما يجعله غير مقدر للعواقب أو ما يترتب على الأمور على المدى الطويل، إلا أنهم يخرجون من تلك المرحلة و قد اكتملت أفكارهم و رؤيتهم، حيث يستطيع الفرد منهم استشراف المستقبل، و تنمو قدرته على حل المشاكل المعقدة، كما يستطيع الشعور بما يفكر به الآخرون، ربما ما ينقصهم فقط في هذه الفترة هي الخبرة.
3- تغيرات عاطفية
أكبر علامات هذا التغير، هو محاولة الابن الابتعاد عن الأب و الأم، و محاولته الاستقلال بوقته كثيرا بعيدا عنهم، حيث يُكثر من قضاء وقته مع الأصدقاء، كما يظهر سلوكه مثيرا للجدل. رفضه لكثير من الحدود و القوانين، و تطلعه لاكتساب حرية أكبر.
4- تغيرات اجتماعية
حتى بداية فترة المراهقة، كانت حياة الطفل تتمحور حول الأسرة، إلا أنه يبدأ الآن في الاتجاه إلى عقد صداقات و علاقات مختلفة و متنوعة، حيث يبدأ اختلاطه مع أفراد من نفس جنسه، أو من جنس آخر، صداقته لفئات اجتماعية و عرقية مختلفة عن التي تعامل معها في طفولته. و في تلك المرحلة يبدأ ظهور الميل الغريزي للجنس الآخر، حيث تتطور قدرته على الوقوع في الحب، و الدخول في علاقات رومانسية.
كيف يشعر المراهق؟
بسبب التغيرات السريعة و الكثيرة التي يمر بها المراهق في تلك الفترة، فإنها تأثر على استقراره النفسي، و مشاعره. كما يصاحب تلك المرحلة تخوفه من العديد من الأمور، كتخوفه من تحمل المسؤولية، أو من تحولاته الجسدية والشكلية، أو أهدافه المستقبلية في الحياة، كما أنه قد يتخوف من مشاعره العاطفية، و من قدرته على الاندماج المجتمعي بشكل جيد.
كما يصاب المراهق عادة باضطرابات في المزاج، رغبة في الاستقلالية و الحرية و السلطة أيضا، و يتميز العديد من المراهقين بالتهور و محاولة كسر القواعد.
بعض المشاكل التي تصاحب فترة المراهقة وكيفية التعامل معها
- الكذب: أحد أكبر السلوكيات التي تصاحب فترة المراهقة، و غالبًا لا يفكر المراهق في أن ما يقوله من أكاذيب هو أمر خاطئ، هو فقط لا يريد أن يتحمل عواقب فعله، أو تفكيره، أو ربما يريد التخلص من صياحك و عقابك له إن قام بعمل خاطئ.
لا يجب على الأهل أن يتغاضوا عن كذب أبنائهم خاصة في تلك الفترة، بل يتطلب الأمر أن تجلس مع طفلك و تتكلم معه عن كيف يمكنك أن تساعده للتخلص من ذلك السلوك السيء.
لا يجب على الأهل أن يتغاضوا عن كذب أبنائهم خاصة في تلك الفترة، بل يتطلب الأمر أن تجلس مع طفلك و تتكلم معه عن كيف يمكنك أن تساعده للتخلص من ذلك السلوك السيء.
- إساءة التصرف في المدرسة: يصعب على الوالدين كثيرا التعامل مع تلك المشكلة، لعدم تواجدهم في المدرسة، وتمكنهم من مراقبة سلوك أبنائهم وتوجيههم، إلا أنه يجب على الوالدين التعاون مع مدرسي المدرسة، و محاولة الوصول إلى حل مناسب مع أبنائهم.
- سلوكيات خطرة: و تتنوع تلك السلوكيات من إرسال رسائل غير لائقة، عبر الهاتف أو فيس بوك، إلى استخدام المخدرات، و الدخول في علاقات جنسية غير شرعية. مازال عقل المراهق في مرحلة التطور، لذلك هو لا يستطيع التوصل إلى نتيجة عمله مستقبلا، فربما ينساق وراء الفعل، بدون أن يفكر كثيرا في عواقب عمله هذا.
- الجدال و عدم الاحترام: هناك العديد من الأمور التي تستحق الجدال عليها، كما يعتقد المراهق، كما أنه يرى غالبا أنه يحصل على ما يريده بكثرة الجدال، حيث يبدأ الوالدان بالشعور بالتعب، فيجيبونه إلى ما يريد. كما أنه و كنوع من الاستقلالية يبدأ في الحديث معك و عنك بعدم احترام، خاصة عند حديثه عنك من وراء ظهرك.
- ملابسه: تبدأ غالبا اعتراضاتك على شيئين مرتبطين بملابسهم، هيئتهم، و تكلفتهم المادية المرتفعة، ربما بتحديد مبلغ معين لشراء الملابس، مع ترك الحرية له لشراء ما يحب، يمكنك وقتها أن تصل إلى حل للمشكلة. كما أن تعود المراهق على شراء ملابسه بنفسه يساعده على تطور استقلاليته.
- غرفته: بكل ما فيها و ما يجري داخلها، غير مرتبة و لا نظيفة، و ربما يمتد عدم الترتيب إلى باقي المنزل، و يكون التصرف الأمثل هنا، هو محاولة الحصول على تعاونه في ترتيب غرفته بإغرائه بالقيام بطلاء لون جديد للغرفة، أو تغيير بعض الأثاث. أما باقي المنزل فعليه أن يدرك أن الأسرة جميعها تتعاون في ترتيبه، و أنه لا يستطيع أن يفرض عدم ترتيبه خارج غرفته.
كما أنه قد يبدأ في سماع الموسيقى داخل غرفته بصوت عال، كأحد أشكال الصراع على السلطة داخل المنزل.
كما أنه قد يبدأ في سماع الموسيقى داخل غرفته بصوت عال، كأحد أشكال الصراع على السلطة داخل المنزل.
- الهاتف و التكنولوجيا و التأخر خارج المنزل مساءً: يقضي المراهق عادة ساعات عدة في الحديث في الهاتف، أو على أحد الأجهزة التكنولوجية الحديثة، ربما يكون الحل الأمثل هو الاتفاق على عدد معين من الساعات يقضيها المراهق في استخدام الهاتف و خلافه، كما يتم الاتفاق على نوع العقاب. يلتزم به في حالة عدم الالتزام من جانبه. و هو ما يمكنك أيضا اتباعه معه في حاله عودته متأخرا في المساء، بعد الوقت المتفق عليه.
- النوم نهارا: هي حالة عامة عند المراهقين، عدم الاستيقاظ مبكرا، و تفضيل النوم لساعات في فترة النهار، سيكون عليك أن تترك ابنك بتحمل نتيجة تفويته للمدرسة في الصباح، مع عدم مسارعتك لإنقاذه حال عقابه، أو حتى لإيصاله للمدرسة إن لم يستطع أن يأخذ الباص في وقته المحدد.
إن أهم ما تتطلبه فترة المراهقة من الوالدين، هو تواصل جيد و دائم مع المراهق، لتستطيع فهم أسباب السلوك الذي تعترض عليه. إن المراهقين لديهم القدرة على الإبداع و تطوير المهارات عندما تعطيهم القدر الكافي من الاحترام، مع القدرة على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، و شعورهم أنهم يتحكمون في جزء أكبر من حياتهم. و هو ما سيأهلهم أيضا لتعلم كيفية احترام الناس من حولهم، و الحدود المفروضة عليهم.
تذكر دائما صراعاتك الخاصة عندما كنت في فترة المراهقة، و سوف تكون في وضع أفضل حينها، لتوجيه ابنك ليمر من فترة المراهقة إلى فترة النضج بسلام.
تذكر دائما صراعاتك الخاصة عندما كنت في فترة المراهقة، و سوف تكون في وضع أفضل حينها، لتوجيه ابنك ليمر من فترة المراهقة إلى فترة النضج بسلام.
رواء مصطفى
(ساسة بوست)
0 التعليقات لــ "في بيتك مراهق؟ ما هي الطريقة الأمثل للتعامل معه؟"